صباح الخير، إن الجزيئات التي يتكون منها الهواء تتحرك حتى في الهواء الساكن ولا نشعر بها؛ فلماذا نشعر بالهواء المتحرك (الرياح..). وشكرا على إجابتكم ...

إن الإجابة هي إننا نشعر في الواقع بحركة جزيئات الهواء الساكن ولكن بطريقة مختلفة! فتلك الحركة بكتلة الهواء الساكن إجماليا تكون من النوع العشوائي غير المرتب (فليس هناك اتجاه معين)، وهذا ما يعطينا شعورا بالحرارة (والتي ترتبط بعوامل أخرى مثل إفراز العرق، ولكنني أحاول التبسيط)؛ فيرتبط الشعور بالهواء الساخن أو الهواء البارد بالحركة العشوائية، غير المرتبة للجزيئات في الهواء الساكن إجماليا؛ أما الهواء المتحرك، فهو في الحقيقة هواء تمثل فيه محصلة سرعة الجزيئات اتجاها معينا وإن كانت بشكل ضعيف جدا: قيمة سرعة الجزيئ هي سرعة الصوت! وبالتالي فإن سرعة الرياح ما هي إلا حيود للقيمة المتوسطة التي لم تعد صفرا؛ فما نشعر به هو القوة الصافية الحادثة عن هذا الاختلال أساسا - وهي صفر في حالة الهواء "الساكن" - بالإضافة إلى التأثيرات المرتبطة بإفراغ الحرارة من جسمنا الاسرع والذي عادة ما يكون أكثر سخونة من الهواء المحيط.

ليس من الصحيح قول "إننا لا نشعر" بالجزيئات؛ فالضغط الجوي هو نتيجة للاصطدامات المتعددة لجزيئات الهواء بكل السطح المعرض لها؛ يكفي سد فتحة منفاخ الدراجة بالإصبع حتى نشعر بالضغط الذي يمارسه الهواء حتى في حالة عدم الحركة؛ حيث يخلق الهواء على اليد اختلافا ضئيلا في الضغط بين الجهة المعرضة للرياح والجهة الأخرى وهذا ما نشعر به: في الهواء "الساكن" يكون الضغط واحدا على جهتي اليد فلا نشعر بشئ.